بغداد- قتل 94 شخصا أمس في ثلاثة اعتداءات استهدفت مناطق متفرقة في بغداد وتبناها تنظيم داعش، في وقت يستمر العراق مسرحا لازمة سياسية حادة على خلفية خلافات حول تشكيل حكومة تكنوقراط تتصدى للفساد. وتعد هذه الهجمات التي خلفت ايضا 150 جريحا الاكثر دموية التي تتعرض لها العاصمة العراقية منذ بداية السنة رغم التفجيرات المتكررة التي تتعرض لها وغالبا ما تستهدف مناطق شيعية. وقتل 30 شخصا على الاقل واصيب عشرات بجروح في تفجير سيارتين يقود احداهما انتحاري في منطقتي الكاظمية والجامعة، في شمال وغرب بغداد، بحسب ما افادت مصادر في الشرطة. وتبنى التنظيم المتطرف الهجومين. وقال في بيان نقلته مواقع متشددة "تمكن الاستشهاديان أنس الانصاري وابو عبد الملك الانصاري من الانغماس في تجمعات الحشد الرافضي شمال وغرب مدينة بغداد، وتمكن الاول من تفجير حزامه الناسف عند مدخل مدينة الكاظمية". واضاف البيان ان "الاستشهادي الاخر تمكن من الانغماس وسط نقطة تفتيش للحشد الرافض في حي العدل". وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة "قتل 17 شخصا في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف مدخلا رئيسيا لمنطقة الكاظمية" حيث مرقد الامام موسى الكاظم في شمال بغداد. واضاف "قتل 13 شخصا في انفجار سيارة مفخخة مركونة قرب محال تجارية في حي الجامعة" في غرب بغداد. واكدت مصادر طبية في مستشفيي الكاظمية واليرموك حصيلة الضحايا. والكاظمية منطقة ذات غالبية شيعية فيما تقطن الجامعة غالبية سنية. وفي وقت سابق أمس، استهدف تفجير بسيارة مفخخة سوقا شعبيا في مدينة الصدر في شرق بغداد، مخلفا 64 قتيلا و82 جريحا بينهم نساء واطفال. وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "الانفجار وقع قرب سوق عريبة الشعبي في مدينة الصدر"، لافتا الى انه بين القتلى 12 امرأة وتسعة اطفال. واكد مصدر طبي حصيلة الضحايا الذين نقل اغلبهم الى مستشفيي الامام علي والصدر العام في مدينة الصدر. واعلن التنظيم المتشدد مسؤوليته ايضا عن الاعتداء. وجاء في بيان للتنظيم نشر على مواقع متشددة "تمكن الاستشهادي ابو سليمان الانصاري من الوصول الى تجمع كبير للحشد الرافضي في مدينة الصدر الرافضية وفجر سيارته المفخخة وسط جموعهم". وادى التفجير الى احتراق عدد من المحال التجارية القريبة حيث تناثرت ملابس اختلطت بدماء الضحايا وتعالت صرخات غضب اطلقها مئات من الاهالي. وقال ابو علي (خمسيني) الذي يملك محلا تجاريا قريبا "حاولت شاحنة المرور من طريق قريب لدخول السوق، لكن عناصر الشرطة رفضوا السماح لها بذلك، فقام سائقها بسلوك طريق آخر، ثم وقع الانفجار". واضاف ان مسؤولي "الدولة في صراع على الكراسي والناس هم الضحايا (.) السياسيون وراء الانفجار". واشار ابو علي الى ان اشلاء جثث الضحايا تناثرت حتى موقع محله الواقع على بعد امتار من مكان الانفجار. وقال شاهد آخر ان "الدولة هي المسؤولة" عن هذا الوضع، داعيا السياسيين الى الرحيل. وندد موفد الامم المتحدة الخاص الى العراق يان كوبيس بما اعتبره "هجمات ارهابية جبانة ضد مدنيين". وتعد مدينة الصدر ابرز مناطق وجود التيارات الشيعية التي يشارك مقاتلون منها في قوات الحشد الشعبي، ويقاتلون الى جانب القوات الامنية العراقية ضد تنظيم داعش. ويشهد العراق حاليا ازمة سياسية بسبب خلافات داخل مجلس النواب حول تشكيل حكومة جديدة. وقدم رئيس الحكومة حيدر العبادي قائمة باسماء مرشحين تكنوقراط وشخصيات مستقلة رفضت الاحزاب الكبرى النافذة التصويت عليها متمسكة بالحصول على حقائب في اي تشكيلة وزارية. ويقول العبادي الذي يحظى بدعم رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، ان حكومة التكنوقراط تندرج في اطار خطة اصلاح ومحاربة الفساد. وادت الخلافات الى تصاعد التوتر وقيام متظاهرين، اغلبهم من انصار الصدر، باقتحام المنطقة الخضراء والسيطرة على مبنى البرلمان لساعات عدة قبل ايام. ولم ينعقد البرلمان منذ نحو عشرة ايام. وقالت النائبة زينب الطائي عن كتلة الاحرار، ممثلة التيار الصدري في مجلس النواب، أمس "الخلافات مستمرة. حتى الان لم يحدد موعد لجلسة مقبلة". واضافت "البرلمان منقسم (.). اعتقد اننا لن نصل الى نتيجة والقرار بيد الشعب". ورأت الطائي ان "بقاء المحاصصة يهدف الى استمرار الفساد، لان الكتل السياسية مصرة على بقاء الوزارات" التي يشغلها مرشحوها. في غضون ذلك، تخوض قوات عراقية بمساندة قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن، معارك في مناطق متفرقة في شمال وغرب البلاد لاستعادة السيطرة على مناطق تحت سيطرة الجهاديين. ورغم نجاحها في استعادة بعض هذه المناطق، ما زالت اخرى تخضع لسيطرة الجهاديين منذ حزيران/يونيو 2014.-(ا ف ب).