سيول- اعلن زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون امام المؤتمر العام للحزب الحاكم في بيونغ يانغ الاحد ان بلاده لن تستخدم السلاح النووي الا اذا تعرضت لهجوم من قبل قوة نووية، معبرا عن امله في تحسين العلاقات مع البلدان التي "كانت معادية في الماضي".
وامام آلاف المندوبين المجتمعين في اول مؤتمر لحزب العمال الكوري منذ 36 عاما، وعد الزعيم الكوري الشمالي بان بلاده "ستفي بالتزاماتها" في مجال حظر الانتشار النووي وستمارس ضغوطا في سبيل جعل العالم خاليا من السلاح النووي.
وتأتي تصريحات كيم جونغ اون التي نشرتها وسائل الاعلام الرسمية الاحد، بينما يثير احتمال اجراء بيونغ يانغ تجربة نووية خامسة قلقا.
وكان الزعيم الكوري الشمالي افتتح المؤتمر الجمعة باشادة بالتجربة النووية "التاريخية" التي جرت في كانون الثاني(يناير) وبرهنت على "القوة غير المحدودة" لبلده، على حد قوله.
وكانت كوريا الشمالية اكدت حينذاك انها تجربة لقنبلة هيدروجينية لكن الخبراء يشككون في صحة ذلك نظار لكمية الطاقة التي انبعثت عن هذا الانفجار.
وفي مواجهة قلق الاسرة الدولية، سعى كيم جونغ-اون بشكل واضح الى تقديم نفسه على انه زعيم "مسؤول".
ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن كيم قوله ان "جمهوريتنا، بصفتها دولة مسؤولة لديها اسلحة نووية، لن تستخدم السلاح النووي الا اذا انتهكت سيادتها من قبل اي قوة معادية وعدوانية بقنابل ذرية".
وتشير تصريحات باللغة الكورية بشكل واضح الى ان استخدام السلاح النووي سيناريو يتطلب هجوما نوويا على الشمال.
وكانت كوريا الشمالية انسحبت من معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي الذي يجبر الدول على ان "تجري بحسن نية مفاوضات حول اجراءات متعلقة بالحد من السلاح النووي".
والعقيدة الكورية الشمالية في ما يتعلق باللجوء الى الترسانة النووية كانت دائما متقلبة.
فعندما اجرت اول اختبار لها في 2006، اكدت كوريا الشمالية انها لن تستخدم ابدا اسلحتها النووية. ومع ذلك تطلق التهديدات باستمرار بشن هجمات ذرية وقائية ضد واشنطن او سيول.
في السنوات الاخيرة شددت بيونغ يانغ على تطوير اسلحة تكتيكية وضاعفت تجاربها التي باتت تشمل اكثر فاكثر انظمة اطلاق من غواصات.
وقال الزعيم الكوري الشمالي في خطابه السبت ان بلاده ستعمل على تحسين وتطبيع العلاقات مع الدول الصديقة وحتى تلك "التي كانت معادية في الماضي"، في موقف اراد ان يبدو مبادرة تهدئة.
يرى خبراء ان بيونغ يانغ يمكن ان تنتهز فرصة هذا المؤتمر التاريخي لتمد اليد الى واشنطن.
وشارك مسؤولون اميركيون وكوريون شماليون في السنوات الاخيرة في لقاءات غير رسمية. لكن هذه الاجتماعات تعثرت على ما يبدو حول مسألة شروط استئناف حوار بين البلدين.
وانتهت الحرب بين الكوريتين (1950-1953) بهدنة لم يوقع بعدها اتفاق سلام، مما يعني ان سيول وبيونغ يانغ ما زالتا تقنيا في حالة حرب.
ولم يذكر كيم خلال هذا المؤتمر الاول منذ 1980، اي شىء يوحي بان بلاده قد تكون مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي المحظور مقابل مفاوضات. وقد اكد العكس بتشديده على اهمية الردع النووي في نظر نظامه الاكثر انغلاقا وعزلة في العالم.
وتعززت التكهنات باجراء تجربة نووية خامسة. فقد افادت مجموعة خبراء أميركيين كوريين في تقرير السبت ان صورا التقطت عبر الاقمار الاصطناعية تشير الى وجود آليات بالقرب من موقع بونغي-ري الكوري الشمالي للتجارب النووية.
وقال المعهد الاميركي الكوري في جماعة جون هوبكينز في تقرير ان "وجود آليات ليس شائعا بدون استعدادات لتجربة".
ومنذ وصول الزعيم الشاب الى السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2011 بعد وفاة والده، اجرت كوريا الشمالية تجربتين نوويتين وتجربتي اطلاق صواريخ ادرجتا في خانة تجربتي اطلاق صواريخ بالستية.
وحشدت البلاد كل طاقاتها لتنظيم المؤتمر خلال سبعين يوما في حملة دانتها منظمة "هيومن رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان، معتبرة انها عمل قسري. (أ ف ب)
.