قتلت ثلاث نساء وأصيب 17 شخصًا آخر بجروح في قصف للفصائل المعارضة طال مستشفى في الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، فهذا في وقت يصل دي ميستورا الثلاثاء إلى موسكو لإجراء مباحثات حول سبل استئناف وقف إطلاق النار في سوريا.
عواصم: قتلت ثلاث نساء واصيب 17 شخصا اخر بجروح في قصف للفصائل المقاتلة طال مستشفى في الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب، وفق ما افاد الاعلام الرسمي.
واوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "التنظيمات الارهابية تستهدف مشفى الضبيط في حي المحافظة بقذيفة صاروخية، ما تسبب باستشهاد ثلاث نساء واصابة 17 اخرين، جميعهم من الاطفال والنساء، والحاق أضرار مادية كبيرة بالمستشفى".
وكان التلفزيون الرسمي افاد عن سقوط "عشرات القتلى والجرحى" في القصف على المستشفى. وتقصف الفصائل المقاتلة منذ ليل الاثنين-الثلاثاء بشكل كثيف الاحياء الغربية، ومن بينها الموكاكبو والمشارقة والاشرفية وشارع النيل والسريان.
واسفر القصف على هذه الاحياء، بحسب سانا، عن مقتل 11 مدنيا واصابة العشرات بجروح. واشارت سانا الى ان الفصائل المقاتلة استهدفت الاحياء الغربية "باكثر من 65 قذيفة صاروخية". واستأنفت الطائرات الحربية السورية ظهر الثلاثاء قصف الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، ومن بينها الشعار والصاخور والهلك، وفق ما افاد مراسل فرانس برس. وكانت الاحياء الشرقية شهدت هدوءا طوال الليل وخلال الصباح قبل ان تتجدد الغارات.
من جهة اخرى جاء في بيان للجيش السوري نقلته سانا "قامت المجموعات الارهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وغيرها من التنظيمات الارهابية الاخرى بهجوم واسع من محاور عدة في حلب سبقه قصف عنيف استهدف الاحياء السكنية (.) ومستشفى الضبيط". واكد البيان "تقوم قواتنا المسلحة حاليا بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران".
وتدور اشتباكات منذ ليل الاثنين الثلاثاء بين قوات النظام والفصائل الاسلامية والمقاتلة في محيط حي جمعية الزهراء واطراف حي الراشدين الواقعين تحت سيطرة قوات النظام، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
وبعدما بحث الازمة في سوريا الاثنين في جنيف مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري، يلتقي دي مستورا الثلاثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، على أن يتبع الاجتماع مؤتمر صحافي، وفق وزارة الخارجية الروسية.
ودعا المبعوث الاممي الى سوريا ستافان دي ميستورا الثلاثاء الى اعادة العمل بوقف اطلاق النار في سوريا اثناء مباحثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو.
وفي تصريحات نقلها التلفزيون الروسي، اشاد دي ميستورا بالهدنة التي رعتها موسكو وواشنطن، ووصفها بانها "انجاز ملحوظ"، قائلا ان على القوتين العظميين ان تقدما "الينا جميعا المساعدة لضمان عودة هذه العملية الى مسارها".
ورعت موسكو وواشنطن وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 شباط/فبراير، لكنه شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ عشرة ايام، لا سيما في مدينة حلب، كبرى مدن شمال سوريا. وسقط اربعة قتلى الثلاثاء واصيب حوالى خمسين شخصًا بجروح في الاحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في المدينة المقسمة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
في المقابل، تحدثت وكالة الانباء السورية (سانا) عن ستة قتلى و37 جريحًا. وذكرت وكالة انباء "ريا نوفوستي" الروسية أن جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، استهدفت الحي المسيحي في حلب، واوردت حصيلة من تسعة قتلى و45 جريحًا في القصف استنادًا الى مصادر في المعارضة لم تحددها.
وقال المرصد إن "الفصائل الاسلامية والمقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال الليل، ثم صباح اليوم، بعشرات القذائف احياء حلب الغربية"، مشيرًا الى أن القصف كان لا يزال مستمرًا. ولم تسجل أية غارات جوية على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما افاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري.
وكانت الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة شهدت في الاسبوع الماضي غارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام واوقعت عشرات القتلى بين المدنيين واستهدفت مستشفيات واثارت تنديدًا دوليًا. وسجل المرصد مقتل اكثر من 250 مدنيًا، بينهم نحو 50 طفلاً في كل انحاء المدينة منذ بدء المعارك الاخيرة في 22 نيسان/ابريل.
من جهة ثانية، قتل 13 مدنيًا في غارات استهدفت الثلاثاء الرقة (شمال)، معقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان الذي لم يحدد الجهة التي نفذت الغارات، الطيران الروسي أو طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن. وقال المرصد إن هذه الطائرات نفذت اكثر من 35 غارة على الرقة التي لم تتعرض لقصف بهذا العنف منذ اسابيع.
آلية أفضل ومع استمرار القتال وسقوط المزيد من الضحايا ونزوح عشرات العائلات من حلب، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون موسكو وواشنطن الى "مضاعفة الجهود لإحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية". وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كيري الاثنين في جنيف، "يجري الاعداد لآلية أفضل لمراقبة وقف اطلاق النار".
وقال كيري الذي التقى في جنيف كذلك نظيريه الاردني والسعودي، إن النزاع في سوريا بات "خارجًا عن السيطرة" على جبهات عدة. وقال: "سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الاعمال القتالية، بل لايجاد مسار نستطيع اعتماده" لكي لا تكون النتيجة وقفًا لاطلاق النار ليوم أو يومين.
وقال كيري "لذا، فان روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد اكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يوميًا على مدى سبعة ايام في الاسبوع". وتحادث كيري هاتفيًا الاثنين مع نظيره سيرغي لافروف. واعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الوزيرين "اتفقا على اجراءات جديدة ستتخذها موسكو وواشنطن" كرئيستين لمجموعة الدعم الدولية لسوريا، بينها الاعداد لاجتماع مقبل لهذه المجموعة.
واكد المتحدث باسم الخارجية الاميركية ستيف كيربي أن الاجتماع سيعقد "قريبًا". واشار وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند الى تكثيف الجهود الدبلوماسية حول سوريا. وقال خلال زيارة الى مكسيكو، "من الضروري القيام بمبادرة جديدة في الحوار السوري حفاظًا على استمراريته".
أمل كبير وقال هاموند: "هناك أمل كبير بأن نحقق تقدمًا في الايام المقبلة. أتوقع عقد لقاءات جديدة دولية في الاسبوع المقبل". وتحدثت روسيا بدورها الاحد عن "مفاوضات حثيثة" لوقف المعارك في حلب، لكنها قالت انها لن تمارس ضغوطًا على دمشق في هذا الاطار، الامر الذي طلبته واشنطن.
وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات بوجود جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة في المدينة، وهي من الفصائل غير المشمولة بوقف اطلاق النار الاخير، مثلها مثل تنظيم الدولة الاسلامية. واكد "المركز الروسي للمصالحة" الذي يواكب المصالحات في المناطق السورية، أن "الطيران الروسي والطيران السوري لم يشنا أي غارات على الفصائل المعارضة المسلحة التي اعلنت وقف اطلاق النار، وابلغت عن احداثيات مواقعها" الى المندوبين الروس والاميركيين المعنيين بمراقبة وقف المعارك.
واكدت وزارة الخارجية الاميركية من جانبها الاثنين ان وقف اطلاق النار يجب ان يشمل كل سوريا وان حلب لم تكن "بتاتًا" مستبعدة من مفاوضات الهدنة. ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان إن "اليد العليا" في مناطق المعارضة في حلب ليست لـ"جبهة النصرة"، على الرغم من وجود لمقاتلين منها في المنطقة، لكنها لا تسيطر على الاحياء الشرقية.
يأتي هذا التصعيد بعد انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي النظام السوري والمعارضة في 27 نيسان/ابريل في جنيف، والذي تخلله انسحاب الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيسي للمعارضة احتجاجًا على انتهاك الهدنة.