بغداد- قتل 33 شخصا وأصيب عشرات بجروح في انفجاز متزامن لسيارتين مفخختين في جنوب العراق فيما يواصل الآلاف التظاهر في المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب في وسط بغداد. وقال سامي الحساني نائب محافظ المثنى ومسؤول غرفة عمليات المحافظة "قتل 33 شخصا واصيب حوالي 50 بجروح جراء انفجار متزامن لسيارتين مفخختين وسط مدينة السماوة (370 كلم جنوب بغداد)". وأكد مصدر في دائرة صحة محافظة المثنى، كبرى مدنها السماوة، الحصيلة. وذكر ضابط رفيع في شرطة المثنى ان "السيارة الاولى انفجرت حوالي منتصف النهار قرب موقف باصات وسط المدينة أعقبها بحوالي خمس دقائق انفجار سيارة ثانية على بعد حوالي 400 متر" عن المكان. وادى الانفجاران الى وقوع أضرار كبيرة واحتراق عدد من السيارات، وفقا للمصادر. وفي وقت لاحق، تبنى تنظيم "داعش" في بيان عملية التفجير. وافاد بيان على مواقع متطرفة "تمكن اثنان من فرسان الشهادة من تنفيذ عمليتين استشهاديتين وسط مدينة السماوة". واضاف "فجر الاخ ابو ديار القرشي عجلته المفخخة وسط تجمع لما يعرف بقوات المغاوير الرافضية" في إشارة للشيعة، وتابع "انغمس ابو الزبير الزيدي بعجلته المفخخة ليقتل عددا آخر منهم". وبعيدا عن السماوة، تشهد البلاد أزمة سياسية حادة منذ عدة اسابيع اثر معارضة الاحزاب السياسية الكبيرة مساعي رئيس الوزراء حيدر العبادي تعيين تشكيلة حكومية من التكنوقراط المستقلين على طريق الاصلاحات استجابة لمطالب شعبية واسعة. وتبنى التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، تنظيم تظاهرات واسعة بينها اعتصامات استمرت اسبوعين خلال الشهر الماضي، لمارسة ضغوط على السياسيين لتمرير قائمة مرشحي العبادي لتشكيل الحكومة لكن من دون جدوى. وتمكن المتظاهرون اول من امس السبت بعد ازالة بعض الحواجز الاسمنتية من اقتحام المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة ومجلس النواب وسفارات اجنبية بينها الاميركية والبريطانية، وسيطروا لعدة ساعات على مقر مجلس النواب. كما شهدت العاصمة اعلان حال الطوارئ بالتزامن مع انتشار أمني واسع. ورغم انسحاب المتظاهرين من البرلمان، ينتشر آلاف منهم اليوم في ساحة الاحتفالات الرسمية وسط المنطقة الخضراء، يلتقطون صورا في المكان الذي لم يستطيعوا الوصول اليه قبل ذلك. وقال يوسف الاسدي (32 عاما) الذي كان يلتقط لنفسه "سلفي" أمام نصب الجندي المجهول "إنها المرة الأولى التي أصل فيها إلى هنا منذ الدراسة ايام (نظام الرئيس الاسبق) صدام" حسين. واضاف "انها احدى اجمل مناطق بغداد يجب ان تكون للجميع". وتابع الاسدي "كل شيء متوفر هنا، مكيفات الهواء والتيار الكهربائي في كل مكان. لكن العامة في العراق يعانون انقطاعا مستمرا للكهرباء". في الوقت نفسه، أعلن مكتب رئيس الوزراء إصدار أمر أمس بملاحقة الذين خرقوا القانون من المتظاهرين. وأضاف البيان أن "رئيس الوزراء وجّه وزير الداخلية (محمد الغبان) بملاحقة العناصر التي اعتدت على القوات الأمنية وأعضاء مجلس النواب وقامت بتخريب الممتلكات العامة وأحالتهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل". وقام بعض المتظاهرين بالاعتداء على نائب على الأقل واعتراض سيارات اعتقدوا بأنها تعود لنواب في المجلس اضافة الى إلحاق أضرار في بعض المكاتب الرسمية. وحاول آخرون احتواء غضب رفاقهم وتنظيم التظاهرة لتكون سلمية بعيدة عن اعمال الشغب، واكتفى البعض بالتقاط صور داخل مبنى البرلمان. ويرى محللون أن السياسيين العراقيين يعيشون رفاهية فيما تعاني الغالبية العظمى من العراقيين فقرا وبطالة فضلا عن النقص في الخدمات. توقف عمل النظام اتخذت السلطات إجراءات مشددة حول المنطقة لخضراء بهدف السيطرة على الأوضاع الأمنية. وشكل أنصار التيار الصدري من قوات سرايا السلام التابعة له طوقا حول مقر مجلس النواب مساء أول من أمس السبت. ويقول باتريك سكينر الضابط السابق في سي اي ايه ويعمل حاليا مستشارا لدى مجموعة "صوفان" للتحليل الاستراتيجي أنه "حتى الأكثر طائفية بين العراقيين، رأى فشل القادة ونظامهم" السياسي. وأضاف أن "المسألة ليست لماذا الآن" في إشارة إلى التظاهرات، وتابع "لكن لماذا تأخرت؟ فالنظام لا يعمل". واستطاع مجلس النواب الثلاثاء الماضي التصويت على مرشحين تكنوقراط قدمهم العبادي خلال جلسة شهدت خلافات حادة ورشق زجاجات مياه باتجاه العبادي. من جهته، قال كيرك سويل الذي يصدر نشرة اخبار حول سياسة العراق الداخلية، ان "العبادي يبدو غير قادر تدريجيا (.) ببساطة يبدو ضعيفا جدا". ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني اقتحام آلاف المتظاهرين البرلمان وقالت في بيان ان "الهجوم على البرلمان والتظاهرات العنيفة في بغداد قد يزيدان من تفاقم الوضع المتوتر أصلا". وإذ اعتبرت أن الأمر يتعلق بـ"عرقلة متعمدة للعملية الديموقراطية"، شددت على الحاجة الملحة الى "العودة الى النظام سريعا (.) لما فيه مصلحة الشعب العراقي (.) وكامل المنطقة التي تواجه تهديدات كثيرة". وتتابع الولايات المتحدة الاميركية بقلق اوضاع العراق السياسية خشية من تطورات تؤثر على الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يشكل "التهديد الحقيقي" للعراقيين، وفقا لمسؤول أميركي رفيع المستوى.-(ا ف ب).