أخلى المتظاهرون مساء السبت 30 أبريل /نيسان مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء ببغداد بعد اقتحامه إثر رفض النواب تشكيلة حكومية جديدة.
الطوارئ في بغداد بعد اقتحام أنصار الصدر للبرلمان
وطلب عناصر من ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من المتظاهرين المغادرة بعد ست ساعات على اقتحامهم المبنى داخل المنطقة الخضراء، وسمع دوي إطلاق نار واستخدم الغاز المسيل للدموع داخل المنطقة الخضراء في بغداد.
ودعت قيادة عمليات بغداد المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية التظاهرات والمال العام والخاص. وقال العميد سعد معن الناطق باسم القيادة إنه "تم غلق كافة مداخل العاصمة بغداد والسماح بالخروج منها فقط لمنع تسلل مندسين إلى العاصمة".
وكان دخول المنطقة الخضراء سلميا بوجه عام في بدايته، إلا أن قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية مع غروب الشمس في محاولة لمنع دخول المزيد من المتظاهرين، وقالت مصادر الشرطة إن نحو 12 شخصا أصيبوا.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة وأربعة دبلوماسيين غربيين يقيمون بالمنطقة الخضراء إن المجمعات التي يتواجدون فيها أوصدت. ونفى متحدث باسم السفارة الأمريكية تقارير عن إجلاء الموظفين. وقال مصدر في مكتب الصدر لرويترز إن أفراد الأمن العراقي شكلوا قوات مشتركة مع مسلحي الصدر للتحكم في تحرك المتظاهرين، وأضاف أن أغلب المتظاهرين أخلوا البرلمان وبعضهم يحضرون لاعتصام في ساحته.
كما ذكر مسؤولان أمنيان أن عناصر من القوات الخاصة بالجيش العراقي أرسلت بعربات مدرعة لتأمين المواقع الحساسة ولم يفرض حظر للتجوال.
من جانبه قال الرئيس العراقي محمد فؤاد معصوم في بيان: "إننا نهيب بكافة أبناء شعبنا، لا سيما المتظاهرين منهم إلى تغليب الهدوء والالتزام بالقانون وضبط النفس وعدم المساس بأي من أعضاء مجلس النواب والموظفين والممتلكات العامة والخاصة وإلى إخلاء المبنى، كما ندعو رئيسي مجلسي الوزراء والنواب وقادة الكتل البرلمانية إلى إجراء التعديل الوزاري المنشود وتنفيذ الإصلاحات السياسية والإدارية ومكافحة الفساد، ونعتبر أن دفن نظام المحاصصة الحزبية والفئوية مهمة لم تعد تقبل التأجيل مطلقا".
وأعلن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري مساء السبت أنه لن يكون هناك تردد "في اتخاذ القرار المناسب مع كافة الشركاء لإنقاذ وطننا من الوقوع في أتون الفوضى"، مضيفا أن "الأحداث التي تعصف بالبلاد اليوم تستدعي وقفة عاجلة تحافظ على الوطن في الظرف الصعب الذي يمر به".
أوروبيا دانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اقتحام آلاف المتظاهرين البرلمان العراقي، محذرة من زعزعة استقرار البلاد مجددا. وقالت في بيان إن "الهجوم (.) اليوم على البرلمان العراقي والتظاهرات العنيفة في بغداد قد يزيدان من تفاقم الوضع المتوتر أصلا". وإذ اعتبرت أن الأمر يتعلق بـ"عرقلة متعمدة للعملية الديمقراطية"، شددت على الحاجة الملحة إلى "العودة إلى النظام سريعا (.) لما فيه مصلحة الشعب العراقي (.) وكامل المنطقة التي تواجه تهديدات كثيرة".
المصدر: د ب أ.