تجدد القصف الجمعة على مدينة حلب شمال سوريا حيث قتل 30 شخصا، فيما ينتظر سريان اتفاق اميركي روسي للتهدئة على جبهات اخرى السبت.
حلب: اصيب عدة اشخاص بجروح في غارة استهدفت مستوصفا في منطقة المرجة التي تسيطر عليها فصائل المعارضة في حلب شمال سوريا بحسب الدفاع المدني.
ويأتي ذلك غداة مقتل نحو ثلاثين شخصا في غارة استهدفت مستشفى ميدانيا في المدينة، اعتبر امين عام الامم المتحدة بان كي مون انه "لا يمكن تبريرها".
وقال احد سكان حي بستان القصر الشعبي ان "الارض تهتز تحت أقدامنا" بعد غارات جديدة شنتها طائرات النظام الجمعة. واضاف ان "الغارات لم تتوقف طوال الليل. لم يغمض لنا جفن".
ونعى سكان حلب الهدنة السارية منذ 27 شباط/فبراير برعاية موسكو وواشنطن، مع مقتل أكثر من 230 مدنيا اثر تجدد المعارك في المدينة منذ اكثر من اسبوع بين فصائل المعارضة التي تقصف مناطق سيطرة النظام بالمدفعية والقذائف الصاروخية، في حين تشن قوات النظام غارات جوية على أحياء المعارضة.
وارتفعت هذه الحصيلة الجمعة بمقتل 13 شخصا في احياء النظام و17 في مناطق المعارضة بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي تحدث عن إصابة العشرات بجروح.
واشارت منظمة "اطباء العالم" الى "دمار كامل" لمشفى دون وقوع ضحايا لكن لم يعرف ان كان الامر يتعلق بمشفى استهدفته طائرات النظام في القسم الذي تسيطر عليه المعارضة من حلب.
وبحسب اللجنة الدولية للصليب الاحمر فان اربع مؤسسات طبية تعرضت للقصف الجمعة في جانبي الجبهة في حلب.
وقالت ماريان قسار المسؤولة عن الصليب الاحمر في سوريا "لا يمكن ان يكون هناك اي تبرير لاعمال العنف البغيضة هذه التي تستهدف قصدا مستشفيات . ويستمر قتل الناس في هذه الهجمات. ولم يعد هناك مكان آمن في حلب حتى داخل المستشفيات".
- تعليق صلاة الجمعة- ومساء الخميس، اعلن المجلس الشرعي في محافظة حلب تعليق صلاة الجمعة لاول مرة في احياء حلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، بسبب القصف العنيف.
وفي هذا اليوم الذي يصادف يوم الجمعة العظيمة الارثوذكسي امتنعت نور شميلان المسيحية البالغة 25 عاما من حي السريان غرب حلب عن الذهاب الى القداس وقالت "وضبنا امتعة في حقيبة واحدة ونستعد للمغادرة في اي لحظة".
واتخذت هذه الاجراءات غداة يوم دام شهد سقوط العدد الاكبر من الضحايا منذ تجدد المعارك في حلب اذ احصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 54 مدنيا في قسمي المدينة، وفق حصيلة جديدة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان 32 على الاقل بين القتلى وضمنهم ثلاثة اطفال، قتلوا في غارات لقوات النظام، وبينهم القتلى الثلاثون في قصف مستشفى القدس الميداني. وقتل 22 مدنيا، بينهم طفلان، في قصف نفذته الفصائل المعارضة، بحسب المرصد.
- تهدئة على جبهتين -وامام هذا التصعيد الكبير لأعمال العنف دعا الموفد الدولي الخاص الى سوريا ستيفان دي ميستورا الخميس روسيا والولايات المتحدة عرابتي الهدنة السارية منذ 27 شباط/فبراير الى اتخاذ "مبادرة عاجلة" لإعادة تطبيقها.
وبعد ساعات، أعلن عن اتفاق بين الدولتين الكبريين على "نظام تهدئة" يسري ابتداء من فجر السبت في الغوطة الشرقية القريبة من دمشق وفي ريف اللاذقية شمالا، لكن ليس في مدينة حلب، بحسب مصادر سورية وروسية.
واكد بيان صادر عن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بثه التلفزيون السوري الرسمي انه "حفاظاً على تثبيت نظام وقف العمليات القتالية المتفق عليه، يطبق اعتباراً من الساعة الواحدة (22,00 ت غ) صباح يوم (السبت) 30 نيسان (ابريل) نظام تهدئة" يشمل مناطق الغوطة الشرقية ودمشق لمدة 24 ساعة، ومناطق ريف اللاذقية الشمالي لمدة 72 ساعة".
وقال مصدر أمني في دمشق لفرانس برس ان تجميد القتال يأتي "بناء على طلب الاميركيين والروس الذين التقوا في جنيف لتهدئة الوضع في دمشق واللاذقية". واضاف ان "الاميركيين طلبوا ان يشمل التجميد حلب، لكن الروس رفضوا ذلك".
من جهته، قال المبعوث الاميركي الخاص الى سوريا مايكل راتني في بيان ان الاتفاق عبارة عن "اعادة الالتزام العام بشروط الهدنة (.) وليس اتفاقات محلية جديدة لوقف اطلاق النار".
واضاف ان "الانتهاكات المستمرة والهجمات على المدنيين في حلب شكلت ضغطا كبيرا على الهدنة وهي غير مقبولة". وتابع راتني "نتحدث حاليا مع روسيا للاتفاق بشكل عاجل على خطوات للحد من العنف في هذه المنطقة كذلك".
وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية "نريد التركيز على تعزيز وقف الاعمال القتالية واستمراره وتأكيده بما يجعلنا قادرين على إنهاء المعارك".
وصرّح وزير الخارجية الالمانية فرانك فالتر شتاينماير "على الحكومة السورية ان تقرر ان كانت تريد المشاركة بجدية في المفاوضات او مواصلة تدمير بلدها. فهذا التصعيد يهدد العملية السياسية".
كما أدان نظيره الفرنسي جان مارك ايرولت بشدة تصعيد العنف في حلب معتبرا أنه "تهديد خطير لاستمرار وقف الأعمال العدائية ولمواصلة العملية السياسية".
من جهة اخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الجمعة سقوط قذائف هاون على القنصلية الروسية في حلب الخميس من دون إصابات.
وتابعت "وفقا لمعلوماتنا، فإن الهجوم على القنصلية العامة كان متعمدا نفذه ناشطون من جبهة النصرة (الفرع السوري لتنظيم القاعدة) والجماعات المتحالفة الاخرى التي اصبحت نشطة على نحو متزايد حول حلب".
على صعيد اخر، نشرت منظمة "كراسيس اكشن" رسالة وجهها اطباء حلب الذين قالوا "قريبا، لن يكون هناك المزيد في العاملين في مجال الصحة في حلب. لمن سيتوجه المدنيون" الذين هم بحاجة الى رعاية؟.
ووفقا لهم، فان 730 طبيبا قتلوا في سوريا منذ خمس سنوات.
واضافوا "مستشفياتنا تقترب من الانهيار" بسبب الضربات التي ادت في بعض الايام الى سقوط "نحو اربعة قتلى وأكثر من خمسين جريحا في كل ساعة".
من جهتها، عبرت يونيسيف ومنظمة الصحة العالمية عن "الغضب حيال وتيرة الهجمات ضد المنشآت الصحية في سوريا.