هدد تنظيم »داعش« الذي تلقى ضربات موجعة أجبرته على الانسحاب من ثلاثة مدن ليبية مهمة آخرها بنغازي بتنفيذ عمليات انتحارية، وأخرى أسماها بالانغماسية في طرابلس ومصراتة وغيرهما من المناطق والمدن، وفيما أبدت كل من فرنسا وبريطانيا استعدادهما لدعم الحكومة الليبية في حربها ضد التنظيم الإرهابي بجانب دعم مقدراتها لحماية سواحلها البحرية، وذلك عبر تدريب خفر السواحل، أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تأيده لتنفيذ ضربات جوية محددة على مواقع الإرهابيين في ليبيا.
وفي الأثناء أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مستعدان لتقديم مساعدات بشكل واسع لليبيا في مكافحة تنظيم داعش، ووقف الهجرة غير الشرعية. وأوضح بيان للبيت الأبيض بعد اختتام قمة مدينة هانوفر الألمانية أن هذا الدعم يتوقف على طلب حكومة الوفاق الليبية، التي ينتظر تشكلها، لتؤدي مهامها بشكل كامل.
وقال البيان إن دول أميركا، وبريطانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وألمانيا المشاركة في قمة هانوفر يرحبون بالإجراءات التي يتخذها المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، ودعمهم الكامل لجهود المجلس. وأشار البيان إلى أن الدعم الأميركي- الأوروبي سيكون في مجال تعزيز الأمن والتنمية الاقتصادية، إضافة لوقف الهجرة غير الشرعية ومكافحة تنظيم داعش. وفي السياق نفسه وصلت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا ناتاليا ابوستولوفا، والسفير الألماني لدى ليبيا كرستيان فالتر موخ، والمبعوث الإيطالي لدى ليبيا جورجيو ستاراتشي، أمس، إلى مطار معيتيقة طرابلس. والتقى المسؤولون الأوروبيون، خلال زيارتهم رئيس حكومة الوفاق فايز السراح، وأعضاء المجلس الرئاسي، مؤكدين دعم الاتحاد لحكومة الوفاق.
دعم بريطاني- فرنسي
من ناحية أخرى تبحث الحكومة البريطانية نشر سفن بحرية ملكية في البحر المتوسط لتدريب قوات خفر السواحل الليبي في مواجهة تدفق المهاجرين واللاجئين إلى أوروبا. وقد يتضمن ذلك إرسال قوات من المشاة البحرية إلى البحر المتوسط قبالة ليبيا لتدريب قوات خفر السواحل، وسيتم تزويدهم بالتمويل اللازم لزيادة قدرات القوات الليبية، ليتمكنوا من تنفيذ دوريات في المياه الإقليمية إلى جانب سفن بحرية أوروبية. وقال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون: إن »بلاده ترغب في بناء قدرات خفر السواحل في ليبيا«، وفق ما نقلته جريدة »ديلي ميل«. وفي السياق أكد وزير الدفاع الفرنسي استعداد بلاده لمساعدة حكومة الوفاق الوطني في ليبيا على ضمان أمنها البحري. وقال: »يجب أن ننتظر حتى يوضح فائز السراج الإجراءات الأمنية التي يعتزم اتخاذها، والطلبات التي ينوي تقديمها للأسرة الدولية من أجل ضمان أمن ليبيا البحري«.
داعش يهدد
وفي تطور لافت قال قيادي في تنظيم »داعش«، إنه تم إعلان حالة النفير من الساعات الأولى من صباح أمس، بحسب موقع بوابة الوسط، وإن التنظيم مستعد للقيام بعمليات انتحارية خلال وقت قريب جدًا في الموانئ النفطية شرق سرت، وعمليات انغماسية قريبة جدًا بمصراتة وطرابلس والخمس وزليتن وغيرها من المناطق والمدن. ودعا القيادي أهالي سرت إلى عدم الخروج من المدينة، مهددًا باتخاذ إجراءات صارمة لكل من يخرج من المدينة.
إلى ذلك أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تأييده للتدخل العسكري الخارجي ضد تنظيم داعش في ليبيا على أن تكون الضربات موجهة ضد هذا التنظيم تحت غطاء أممي، وقال في تصريحات لصحيفة »لا ستامبا« الإيطالية، إنه يتطلع إلى عودة الاستقرار في ليبيا، لافتاً إلى أن الإرهابيين الذين هاجموا تونس جاؤوا من ليبيا، وجدد السبسي دعمه لرئيس الحكومة الليبية فايز السراج، وقال إن دحر الإرهاب والإرهابيين يتطلب القضاء على الأمية والتهميش ومجابهة البطالة.
رفض
رفض مجلس النواب الليبي دعوة المبعوث الأممي مارتن كوبلر من أجل الانعقاد في ظرف 10 أيام لمنح الثقة لحكومة الوفاق الوطني، معتبراً الدعوة تدخلاً مخلاً، فيما سارعت البعثة الدولية على الفور لتعديل تصريحات المبعوث الأممي وأكدت أنه لم يكن يتحدث عن مهلة بالمعنى وإنما يذكر ببنود الاتفاق السياسي.