أعلن وزير الخارجية عادل الجبير أن سويسرا ستتولي إدارة شؤون القنصلية السعودية في إيران، وفي مقدمتها تسهيل مجيء الحجاج الإيرانيين إلى المملكة، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره السويسري، ديدييه بوركهالتر، أنهما بحثا سبل التعاون بين البلدين، وعرضت سويسرا أن تكون وسيطاً للحجاج الإيرانيين، حتى يتمكنوا من أداء فريضة الحج.
وزير الخارجية السويسري: لم نأت للوساطة بين إيران والمملكة ولكننا مستعدون لها
وقال الجبير: إن سويسرا عرضت على أن تلعب دوراً وتراعي مصالح المملكة العربية السعودية في إيران من أجل تسهيل الإجراءات للحجاج والمعتمرين, والمملكة تقدر ذلك، وقبلنا هذا الدور لسويسرا من أجل تسهيل الإجراءات للحجاج والمعتمرين الإيرانيين للقدوم للمملكة لأداء مشاعر الحج والعمرة، وذلك بهدف عدم تأثر المسلمين في إيران حين قدومهم إلى بيت الله الحرام مرحباً بهم في أي وقت ومتى ما يشاؤون، معرباً عن تقديره لموقف سويسرا وعرضها رعاية مصالح المملكة في إيران.
وأبان الجبير أن مباحثاتهما تناولت الأوضاع في المنطقة، ومنها الأزمة السورية والأوضاع فى اليمن، موضحا حول نشر المملكة لطائرات في تركيا وزمن وصول قوات برية محتملة لمحاربة تنظيم داعش في سورية، أن نشر المملكة لقوات جوية في قاعدة أنجرليك التركية هو في واقع الحال جزء من الحملة الدولية التى تشارك فيها المملكة ضد تنظيم داعش .
وأكد الجبير أن جاهزية المملكة لتقديم قوات خاصة للعمليات البرية مرتبط بقرار أن يكون مكون بري لهذا التحالف ضد داعش في سورية، مشيرًا إلى أنه إذا قرر التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أن يتم استخدامه قوات برية في سورية، فإن المملكة ستكون جاهزة للمشاركة في نشر قوات خاصة مع هذه القوات.
وأوضح وزير الخارجية أنه فيما يتعلق بالتوقيت والمهمة وحجم القوات فهذا الأمر سيعمل عليه التحالف ويحددونه لاحقًا، وتابع: أولًا سنعرف حينما يتخذ القرار في نشر القوات البرية فما هي المهمة لتلك القوات البرية، وما هي المتطلبات حتى تحقق هذه القوات مهامها حينها نستطيع تحديد عدد القوات التي ستذهب إلى هناك.
وأشار الجبير إلى إن المملكة من اللاعبين الأساسيين فى سورية وهدفها هو ايجاد حل سياسي للأزمة وبناء على مبادئ اتفاق جنيف، وللمجلس الانتقالى والسلطة ستنقل من نظام بشار الأسد إلى هذا المجلس الذي سيدير العملية الانتقالية وصياغة الدستور وعقد الانتخابات، ولن يكون لبشار الأسد دور فيها.
وأضاف أن النظام يستمر في التأخير والتخويف ويرفض التحدث عن القضايا الدولية، مشيرا إلى ما تناولته محادثات ميونخ والاتفاق على إيصال المساعدات للمحتاجين، منوها بأنه ستكون عواقبة إيجابية إذا استطعنا أن نحدث التغيير الذي سيحصل في سورية، وسيكون الشرق الأوسط أكثر استقرار وأكثر سلاما.
وتابع لا نسعى للحصول على أراض أو موارد، ولدينا ما يكفي من كل ذلك، ونسعى ونبحث عن جوار آمن ومسالم وسياسيتنا الداخلية والخارجية تعمل على تحقيق ذلك.
وحول المطلوب من روسيا وأميركا لتفعيل ما تم الاتفاق عليه، قال الجبير أن يفتح النظام السوري الطريق للمساعدات الإنسانية، وأن يوقف العمليات العسكرية بشكل فوري، وأن ينخرط في العملية السياسية للبدء في المرحلة الانتقالية السياسية في سورية فهذا ما يمكن أن تفعله روسيا بأن تضغط على النظام السوري لتحقيق ذلك، وكذلك إيقاف عملياتها الجوية ضد المعارضة السورية المعتدلة .
وأضاف أنه فيا يخص للولايات المتحدة فتستطيع أن تستمر وتزيد الضغوط على روسيا لأن تفعل ما ذكرته، مشيرًا إلى أنه في حال فشلت العملية السياسية فالقتال سيستمر ودعم المعارضة سيستمر ويكثف، وفي نهاية الأمر بشار الأسد سينهزم، وعاجلا أو آجلا سيسقط النظام وسيفتح المجال لبناء سورية جديدة من غير الأسد .
فيما نفى وزير الخارجية السويسرى ديدييه بوركهالتر أن تكون المبادرة التي تقدموا بها لرعاية مصالح المملكة في ايران وساطة، موضحا أن بلاده ستقوم بالأعمال القنصلية والدبلوماسية بين البلدين، وأن بلاده تقدمت بهذا العرض للمملكة وإيران، معربًا عن شكره لوزير خارجية على هذا الرد الإيجابي، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على ذلك، وسيعملون الآن على التفاصيل والكيفية.
كما أعرب عن أمل بلاده في أن يكون هناك استقرار إقليمي في المنطقة، وخاصة فيا يخص للأزمتين اليمنية والسورية لايجاد حل سياسي، وخاصة للأزمة السورية، داعيًا جميع الأطراف للامتناع عن الأعمال الاستفزازية وتخفيف حدة التوتر وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدن والبلدات في هذه المنطقة.
مبيناً أنه جاء إلى المملكة برسالتين أساسيتين، الأولى تتعلق بالعلاقات الدبلوماسية الثنائية, والثانية تتعلق بالأعمال الخيرية التي تقوم بها العلاقات الدبلوماسية والعلاقات الثنائية، مؤكداً أن سويسرا لديها علاقات اقتصادية مع المملكة وتنوي أن تتوسع وتعمق العلاقة وفتح حوارات في الجانب السياسي, كما أنها في الوقت الحاضر لديها مناقشات في أن تكون هنالك مذكرة تفاهم في مجال الكهرباء في المملكة وكذلك في قضايا اقتصادية أخرى، ولديها اتفاقية تجارة حرة ستكون نافذة ولكن في السنوات المقبلة ستكون للاستفادة من الإمكانات الكامنة في هذه الاتفاقية المتعلقة بالتجارة الحرة.
وقال وزير خارجية سويسرا: إن هذه الحرب طالت فترتها وأمدها وهناك فرصة لاستئناف المفاوضات في جنيف، مذكرا بما شهدته جنيف 1 و2 من إخفاقات قابلها الكثير من المعاناة للشعب السوري، مؤكدًا ضرورة وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة ووقف إطلاق النار وحكومة مؤقتة وبناء شامل للمجتمع، مشددًا على أنه حان الوقت للبدء في تلك المرحلة مع ضرورة استئناف المفاوضات في فيينا ودعم بلاده لهذا الحل السياسي.
وأضاف: لدى سويسرا تقليد عريق يتعلق بحماية المصالح، فلديها تفاوض بين الاتحاد الروسي وجورجيا, ونود أن يكون هنالك إسهام من سويسرا في أن يكون هناك استقرار إقليمي ، مؤكداً أن لدى سويسرا نوايا حسنة في الأزمة اليمنية والسورية باستضافة المفاوضات، وأن يكون ذلك أمر ممكن لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية والأزمة الإنسانية فيها في الأيام المقبلة, وبين أن سويسرا تدعو كل الأطراف للامتناع عن الأعمال الاستفزازية وتخفيف حدة التوتر والانتقال إلى الحوار، وكذلك حماية السكان المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدن والبلدات في هذا الوضع الصعب في تلك المنطقة في ظل الحرب.