تأهل أتلتيكو مدريد إلى المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، والتي ستجري في الثامن والعشرين من مايو الجاري على ملعب سان سيرو بمدينة ميلان الإيطالية، رغم هزيمته على ملعب بايرن ميونيخ الألماني 1 – 2 في إياب الدور قبل النهائي للبطولة.
وانتهت مباراة الذهاب على ملعب فيسنتي كالديرون، بفوز أتلتيكو بهدف نظيف، ليتعادل الفريقان 2 – 2، ولكن الفريق الإسباني استفاد من قاعدة احتساب الهدف خارج الأرض بهدفين، وتأهل إلى المباراة النهائية.
وتقدم بايرن ميونيخ بهدف في الدقيقة 30، عن طريق لاعب الوسط الإسباني تشابي الونسو، ثم تعادل المهاجم الفرنسي آنطوان غريزمان لأتلتيكو في الدقيقة 54، ثم سجل المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، هدف الفوز لبايرن في الدقيقة 74.
وشهدت المباراة، إهدار ضربتي جزاء، حيث تصدى جان أوبلاك حارس أتلتيكو لضربة الجزاء التي نفذها توماس مولر في الدقيقة 34، كما تصدى مانويل نيوير حارس بايرن لضربة الجزاء التي نفذها فرناندو توريس في الدقيقة 83.
وتأهل بايرن ميونيخ من دور المجموعات، بعد أن حقق خمسة انتصارات، وخسر مرة واحدة، ثم فاز على يوفنتوس في دور الستة عشر، وبنفيكا في دور الثمانية، وحقق أتلتيكو أربعة انتصارات في دور المجموعات، مقابل هزيمة واحدة وتعادل واحد، وفي دور الستة عشر، أطاح إيندهوفن، ثم فاز على برشلونة في دور الثمانية.
والتقى الفريقان مرة واحدة من قبل في دوري أبطال أوروبا، حيث تعادل بايرن مع أتلتيكو بهدف قاتل 1 - 1 في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني لمباراتهما بنهائي بطولة 1974، لتعاد المباراة، ويحقق بايرن الفوز بنتيجة 4 - 0، ويتوج باللقب الأول من خمسة ألقاب حققها حتى الآن في البطولة الأوروبية، وعادل بايرن الرقم القياسي الذي سجله مانشستر يونايتد الإنجليزي في عامي 2006 و2008، وحقق الانتصار الثاني عشر له على التوالي على ملعبه بدوري الأبطال، وهي المرة الثالثة على التوالي التي يفشل فيها الملك البافاري في الوصول إلى المباراة النهائية، بعد خروجه في الدور نصف النهائي أمام فريق إسباني، وتحديداً ريال مدريد، وبرشلونة ثم أتلتيكو مدريد، ولم يسبق لأي فريق خاض إياب الدور قبل النهائي على ملعبه، انتزاع بطاقة التأهل لنهائي البطولة الأوروبية منذ عام 2011.
استحقاق
وأكد الأرجنتيني دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو، فخره ببلوغ نهائي الأبطال، بعد «إقصاء اثنين من أفضل ثلاثة فرق في العالم»، أحدهما بايرن ميونخ، وقال سيميوني «شهدنا أفضل فريق ربما. الأفضل على الإطلاق. رؤية فريق لا يتوقف، وبهذا الأداء القوي»، معترفاً أنه خلال الشوط الأول من المباراة «لم نكن نستطيع التعامل مع ما نلاقيه»، واعتبر المدرب الأرجنتيني أن هذا الوضع تغير بعد ركلة الجزاء التي أخفق الألماني توماس مولر في تسجيلها.
حيث «بدأ رد الفعل في الظهور»، وتابع سيميوني أنه لاحقاً، ومع دخول يانيك كاراسكو إلى الملعب «شوهد فريق مختلف تماماً»، بدأ في «الفوز بألعاب الهواء»، وإظهار «أنه قادر على إلحاق الأذى في أي هجمة مرتدة»، كما عاد الأرجنتيني للدفاع عما شهده أتلتيكو مدريد وتطوره، حيث أوضح «الأمر ليس من قبيل المصادفة»، بل نتيجة «لكفاءة الفريق وكيفية العمل داخله ومدى التحسن الذي شهده» خلال الأعوام الأخيرة، وأشاد كذلك بالدور الذي قام به «لاعبون جدد كثيرون»، مثل كوكي ريسوركسيون وكاراسكو وساؤول إنيغيث، وبالطبع الفرنسي أنطوان غريزمان، حتى بات الفريق ما هو عليه حالياً، وحول أسلوب اللعب المميز لأتلتيكو الذي يعتبر دفاعياً بشكل صارم، أبرز سيميوني «نحن نحاول اللعب وفقاً لمميزات اللاعبين الذين نحظى بهم».
أفضلية
من ناحيته، قال الفرنسي أنطوان غريزمان، إن «الأفضل هو الذي يفوز»، وأكد في تصريحات تلفزيونية بعد المباراة أنه يجب على فريقه التركيز في الليغا، وانتظار المواجهة الحاسمة في نهائي الأبطال في 28 مايو، وقال «نحن سعداء. لقد كانت مباراة صعبة ومعقدة.
كنا في مواجهة فريق كبير، وكان علينا الدفاع، ما كان علينا فعله، هو محاولة التسجيل، وهو ما فعلناه»، ورداً على سؤال حول ما إذا كان البايرن متفوقاً في المباراة، أضاف «الأفضل هو الذي يفوز»، وتابع «لقد كانوا أفضل منا، ولكننا فزنا في الذهاب، وأحرزنا هدفاً هنا، وهذا هو الأهم، واعترف الفرنسي بتفوق بايرن ميونيخ، لكنه أكد أيضاً أن أتلتيكو كان مستعداً للمعاناة في ميونيخ والعبور للنهائي، وقال غريزمان، الذي سجل الهدف الوحيد لأتلتيكو في المباراة: كنا نعلم أنه يتعين علينا الدفاع جيداً، وكنا على استعداد لهذا الضغط والمعاناة، ونجحنا في ما سعينا له.
كما نجحنا في استغلال الفرص القليلة التي سنحت لنا أمام مرمى بايرن، وأوضح: نشعر بالسعادة للتأهل. كانت مباراة صعبة وقوية. كان بايرن هو الأفضل، ولكننا سجلنا هدفاً على ملعبه، وكان هذا مهماً.
علينا أن نحتفظ بهدوئنا، ونفكر أولاً في نهاية الدوري الإسباني، ثم في نهائي دوري الأبطال «في إشارة إلى الصراع الدائر حالياً بين أتلتيكو وريال مدريد وبرشلونة على لقب الدوري الإسباني قبل آخر مرحلتين في الموسم».
واعترف غريزمان بأن الفريق لم يؤدِ بشكل جيد في الشوط الأول، ولكن الأداء تحسن في الشوط الثاني بعد التعديلات التي أجراها سيميوني، وقال غريزمان: «بايرن فريق رائع، يمتلك كل المقومات. في الشوط الثاني، أجرى سيميوني بعض التعديلات، وتحسن أداؤنا في الملعب»، وأوضح غريزمان أن سيميوني طالب اللاعبين ببذل كل ما بوسعهم، لأنها كانت فرصة الفريق.
ثقة
من جانبه، قال رئيس نادي أتلتيكو مدريد الإسباني، إنريكي سيريزو، إنه بعد إقصاء برشلونة وبايرن ميونخ، لا يهم الفريق الذي سيواجهه الروخيبلانكوس في النهائي، مضيفاً، نعرف ماذا سنفعل في ميلان، سنتوج هناك، وأكد سيريزو أنه «يجب تهنئة الفريق واللاعبين والجهاز الفني والمشجعين، وتوجيه الشكر لهم على التأهل للنهائي. لقد أقصينا أيندهوفن وبرشلونة وبايرن، لا يهم من سنواجه (في النهائي)»، وأشار سيريزو إلى أن أتلتيكو سيخوض نهائي البطولة الأوروبية من أجل تحقيق الفوز، ولكنه أبرز أن الفريق أمامه مباريات هامة قبل هذا اللقاء في الليغا.
وأضاف «اللاعبون مستعدون جيداً، وتحدوهم آمال كبيرة. كنا نحلم بالوصول إلى ميلانو، وقد حققنا هذا الأمر».
جدارة
أكد خوسيه ماريا خيمينيز مدافع أتلتيكو مدريد، أن فريقه تأهل عن جدارة، وقال خيمينيز إن هذا التأهل جاء بعد بذل كثير من الجهد، رغم أن الأمور لم تكن تصب في صالح الفريق في بداية المباراة، ولكن الأمور عادت لطبيعتها بعد أن أدرك غريزمان التعادل لأتلتيكو، وحول ركلة الجزاء التي أهدرها توماس مولر، قال خيمينيز إنه لم يفهم سبب احتسابها ولكن العدالة تحققت في الملعب (في إشارة إلى إهدارها)، واختتم: الفريق دافع بشكل جيد جداً. لقد تأهلنا عن جدارة".