كوفىء جايمي فاردي على الدور الذي لعبه في المشوار "الخرافي" لفريقه ليستر سيتي في الدوري الانكليزي الممتاز هذا الموسم بنيله جائزة رابطة الصحافيين الكرويين لافضل لاعب في انكلترا.
وتفوق الهداف البالغ من العمنر 29 عاما في السباق الى هذه الجائزة على زميليه الجزائري رياض محرز الذي سبقه الى التتويج بعدما نال قبل ايام معدودة جائزة افضل لاعب في الدوري بحسب استفتاء اقامته رابطة اللاعبين المحترفين، والفرنسي نغولو كانتي.
ويستحق فاردي هذه الجائزة بعدما تألق بتسجيله 24 هدفا مع فريقه والمنتخب الانكليزي هذا الموسم، ما ساهم بتواجد ليستر على صدارة الدوري الممتاز الذي سيتوج به للمرة الاولى في تاريخه في حال تعادل او خسارة ملاحقه توتنهام مساء اليوم الاثنين امام جاره تشلسي بطل الموسم الماضي، او في حال فوز فريق المدرب الايطالي كلاوديو رانييري باحدى مباراتيه المتبقيتين هذا الموسم.
وحصل سبعة من لاعبين ليستر على اصوات جمعية المحررين الكرويين وهم الى جانب محرز وكانتي وفاردي الذي غاب عن فريقه في مباراتيه الاخريتين بسبب الايقاف، داني درينكووتر والحارس الدنماركي كاسبر شمايكل والقائد الجامايكي ويس مورغان وداني سيمبسون.
ونال عدد من لاعبي اندية اخرى اصواتا من الصحافيين الكرويين وهم ثنائي توتنهام هاري كاين وديلي آلي ولاعب وسط وست هام الفرنسي ديميتري باييه وثنائي مانشستر سيتي الارجنتيني سيرخيو اغويور والبلجيكي كيفن دي بروين.
وسيستلم فاردي هذه الجائزة التي انطلقت عان 1948، في حفل يقام في العاصمة لندن في 12 ايار/مايو الحالي.
وتحدث رئيس رابطة الصحافيين اندي دان الذي يعمل في صحيفة "صنداي ميرر"، عن هيمنة ليستر في التصويت على هذه الجائزة قائلا: "ان يحصل هذا العدد من لاعبي ليستر على اصوات من اعضاء رابطتنا، فهذا يشكل شهادة على تميزهم المتكامل. لكن قصة جايمي فاردي تركت اثرها على مخيلة العديد من الصحافيين".
- رحلة رائعة من الهواة الى النجومية -
وواصل: "ان الانجاز الذي حققه بتسجيله في 11 مباراة على التوالي هو الجوهرة لما سيكون بالتأكيد تاج ليستر في الدوري الممتاز. وجائزة افضل لاعب للعام ليست مجرد انعكاس لموسمه الرائع، لكنها تشكل تقديرا لرحلة انتقال رائعة من الدرجات الدنيا الى الساحة الدولية".
ومن المؤكد ان قصة فاردي فريدة من نوعها لانه في عصر يتم فيه التعاقد مع اليافعين قبل ان يتمكنوا حتى من اتقان "فن" ربط شريط الحذاء، نجح لاعب ليستر سيتي في فرض نفسه من كبار الدوري الممتاز رغم سلوكه دربا مختلفا تماما.
فقبل خمسة اعوام، كان فاردي لاعبا هاويا يدافع عن الوان ستوكسبريدج بارك ستيلز في الدرجة السادسة الانكليزية (السابعة فعليا) الى جانب عمله بدوام جزئي في مصنع للجبائر الطبية.
ومن المؤكد ان فاردي لم يكن يحلم حتى بأن يصل به الامر لان يدافع عن الوان المنتخب الانكليزي لكن هذا الامر تحقق هذا الموسم بعدما وضع ليستر على صدارة الدوري للمرة الاولى منذ اوائل موسم 2000-2001 ثم بقي "ذي فوكسز" متربعين عليها حتى الان وهم قاب قوسين او ادنى من التتويج "الخرافي".
"انه مثال لكل لاعب طموح"، هذا ما قاله سابقا قائد ليستر السابق ستيف وولش عن فاردي الذي دخل تاريخ الدوري الممتاز بعدما اصبح اول لاعب يجد طريقه الى الشباك في 11 مباراة متتالية منذ انطلاق الدوري الممتاز موسم 1992-1993.
وعلق فاردي على نيله هذه الجائزة قائلا: "شرف كبير بالنسبة لي ان انال هذه الجائزة المرموقة وان يضاف اسمي الى لائحة الفائزين السابقين التي تضم اسماء رائعة"، مضيفا: "نحن مركزون تماما على تجاوز خط النهاية (الفوز باللقب) في الاسبوعين الاخيرين من الموسم وعلى ان نحول موسما رائعا الى واحد لن ينتسى ابدا".
وواصل: "امل ان اساهم في ذلك (التتويج التاريخي) وان اواصل مشواري على هذا المستوى في كأس اوروبا هذا الصيف (في فرنسا) اذا تم اختياري".
من المؤكد ان فاردي الذي تخلى عنه شفيليد ونزداي حين كان في الخامسة عشرة من عمره بسبب صغر قامته حينها، لم يكن يتصور بانه يصل الى هنا وبان تتم مقارنته من قبل مدربه رانييري بالهداف الارجنتيني غابرييل باتيستوتا، ومن قبل هداف ارسنال السابق ايان رايت بالايطالي سالفاتوري سكيلاتشي الذي احرز لقب هداف مونديال 1990 بعدما كان بديلا.
بعد ان ترك شيفيلد ونزداي، بقي فاردي بعيدا عن كرة القدم لفترة، متفرغا لدراسة علوم الرياضة في جامعة محلية قبل ان يجد نفسه مع ستوكسبريدج حيث شق طريقه في الصفوف العمرية للنادي.
"كان اول الحاضرين الى التمارين وآخر من يرحل"، هذا ما يتذكره رئيس ستوكسبريدج الن بيثيل عن فاردي، مضيفا: "كان ايضا حياة وروح الحفلة."، في اشارة الى حماسه وحيويته.
ولم يكن فاردي خلال بداياته بالشخص الرصين، بل عرف بطباعه "النارية" اذ طرد في اربع مناسبات خلال موسمه الاخير مع الفريق، ما دفع بشيفيلد يونايتد الى العدول عن فكرة الحصول عليه.
ولم تنحصر مشاكل فاردي بالمباريات وحسب، بل اضطر لوضع سوار الكتروني بعد الساعة السادسة والنصف مساء من اجل تحديد مكان تواجده، وذلك بعد ان وجد مذنبا بالاعتداء على شخص في وقت متأخر من الليل. وحظر التجول هذا، اجبره على عدم اكمال المباريات لانه مضطر للعودة الى منزله قبل السادسة والنصف مساء.
ويتذكر مدرب ستوكسبريدج السابق غاري مورو فترة حظر التجول بحق فاردي الذي اوقف في المباراتين الاخيرتين لليستر ضد سوانسي سيتي (4-صفر) ومانشستر يونايتد (1-1) بسبب ردة فعله الغاضبة عقب طرده امام وست هام (2-2) لتلقيه الانذار الثاني، قائلا: "قفز مرة من فوق السور وصعد الى سيارة ذويه قبل ان يتمكن حتى من استبدال ملابسه".
ترك فاردي ستوكسبريدج وانضم الى هاليفاكس تاون عام 2010 ومن الاخير الى فليتوود تاون عام 2011 قبل ان يحط في ليستر عام 2012 مقابل مبلغ قياسي للاعب قادم من فريق هواة وقدره 4ر1 مليون يورو.
ومنذ حينها، بدأت المسيرة التصاعدية لهذا اللاعب الذي سجل 16 هدفا في الموسم الذي عاد فيها ليستر الى دوري الاضواء ثم اضاف 6 في موسمه الاول بين الكبار، بينها هدف في المباراة التي فاز بها ليستر على خصمه مانشستر يونايتد 5-3، وتواصل تصاعده هذا الموسم (22 هدفا حتى الان) ما فتح الباب امامه للانضمام الى المنتخب الانكليزي الذي استدعي اليه لاول مرة في حزيران/يونيو الماضي.
ويأمل فاردي السير على خطى لاعبين اخرين من ليستر تألقا مع المنتخب الانكليزي وهما غاري لينيكر وايميل هيسكي، وسيكون الهدف الاساسي له التواجد في تشكيلة المدرب روي هودجسون التي ستسافر الصيف المقبل الى فرنسا لخوض نهائيات كأس اوروبا.