قفزت أسعار النفط أمس إلى مستوى جديد هو الأعلى في 2016 بدعم من تراجع الدولار وتقلص الإنتاج في الولايات المتحدة على الرغم من أن زيادة إنتاج الشرق الأوسط التي تلوح في الأفق كبحت المكاسب.
وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت بسعر 48.30 دولارا للبرميل بزيادة 16 سنتا عن سعر آخر إغلاق في حين ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي 24 سنتا إلى 46.27 دولارا للبرميل وهي أعلى مستويات لعقود الخامين هذا العام.
وقال بنك الاستثمار جيفريز أمس: السوق تدخل في توازن أفضل ونحن ما زلنا على رأينا بأن التخمة الحالية في المعروض ستتحول إلى نقص في المعروض في النصف الثاني.
لكن دويتشه بنك قال إن الزيادة المحتملة في إنتاج الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) نتيجة للارتفاع الكبير في إنتاج إيران وبعد الانقطاعات (في بعض الإمدادات) في العراق ونيجيريا والإمارات قد تكبح الارتفاع الذي تحقق في الآونة الأخيرة في أسعار الخام.
سلة أوبك
وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أن سعر سلة خاماتها الـ13 وصل أول من أمس الى 42.02 دولارا للبرميل مقارنة بسعر اليوم الذي قبله الذي وصل 41.38 دولارا للبرميل.
وتضم سلة خامات أوبك الجديدة التي تعد مرجعا في مستوى سياسة الانتاج الـ13 نوعا هي خام مربان الإماراتي وخام مزيج صحارى الجزائري والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي والخام الفنزويلي ميراي وجيراسول الأنغولي وأورينت الاكوادوري وميناس الاندونيسي.
وأظهر مسح أجرته رويترز ونشرت نتائجه أمس أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتفع إلى مستوى قياسي في أبريل حيث فاقت الزيادة في الإنتاج التي قادتها إيران والعراق إثر إضراب في الكويت وانقطاعات أخرى في الإنتاج.
غير أن المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للخام في العالم لم تعدل إنتاجها كثيرا وفق ما أظهره المسح على الرغم من تلميحها إلى احتمال زيادة الإنتاج بعد فشل المنتجين من داخل المنظمة وخارجها في الاتفاق على تثبيت الإنتاج خلال اجتماع عقد في العاصمة القطرية الدوحة يوم 17 أبريل.
وبلغ حجم إنتاج المملكة العربية السعودية نحو 10.15 ملايين برميل يوميا في التقديرات مقابل 10.18 ملايين برميل يوميا في مارس.
وارتفع النفط أكثر من 75% من أدنى مستوى في 12 عاما سجله في يناير بدعم من مبادرة تثبيت الإنتاج وإشارات على أن الأسعار الأقل بدأت تعيق الإمدادات مرتفعة التكلفة على الرغم من المخزونات المرتفعة وأمور أخرى تتعلق بتخمة المعروض من الخام.
إنتاج
وارتفع إنتاج أوبك إلى 32.64 مليون برميل يوميا هذا الشهر من 32.47 مليون برميل يوميا في مارس بحسب المسح الذي استند إلى بيانات شحن ومعلومات من مصادر في شركات نفط وأوبك وشركات استشارية.
وأظهر المسح أيضا أن إيران والعراق والإمارات العربية المتحدة قادت زيادة إنتاج أوبك من النفط في أبريل في حين كان أكبر هبوط في الإنتاج بين الدول الأعضاء في المنظمة من نصيب الكويت ونيجيريا. كما انخفض إنتاج فنزويلا من الخام أيضا.
39.4
أظهرت بيانات رويترز أمس ارتفاع سعر البيع الرسمي لشحنات يونيو من الخام العماني بواقع 3.06 دولارات إلى 39.4 دولارا للبرميل وذلك استنادا إلى بيانات بورصة دبي للطاقة. وسعر البيع الرسمي لشحنات يونيو من الخام العماني هو متوسط التسويات اليومية لعقد أقرب استحقاق على مدى أبريل.
السعودية ستزيد إنتاجها من دون إغراق السوق
قالت مصادر في قطاع النفط بالسعودية إن إنتاج المملكة من الخام سيرتفع إلى مستويات قياسية خلال الأسابيع المقبلة لتلبية الطلب على الكهرباء في فصل الصيف لكنه من غير المرجح أن يصل إلى الحد الذي تغرق به الأسواق العالمية. وأضافت المصادر إن الإنتاج قد يرتفع إلى نحو 10.5 ملايين برميل يوميا خلال الصيف.
وقالت ثلاثة مصادر ترصد الإنتاج السعودي إن إنتاج أبريل لم يسجل تغيرا يذكر عند نحو 10.15 ملايين برميل يوميا. وقد تساعد تلك التوقعات على تهدئة مخاوف السوق من إمكانية أن تضيف المملكة الكثير إلى تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية بعد أن انهارت مباحثات تثبيت الإنتاج التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة هذا الشهر بعد أن رفضت الرياض التوقيع على الاتفاق من دون مشاركة طهران به.
وقبل أيام من الاجتماع قال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إن باستطاعة المملكة أن ترفع إنتاجها على الفور إلى 11.5 مليون برميل يوميا وأن تصل به إلى 12.5 مليون برميل يوميا خلال ستة إلى تسعة أشهر إذا كانت لديها الرغبة في ذلك.
مرحلة جديدة وقال بعض المحللين إن تلك التصريحات تعطي إشارة على الدخول في مرحلة جديدة في التنافس على الحصة السوقية مع إيران التي تزيد صادراتها بعد رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.
لكن مصادر في القطاع بالمملكة العربية السعودية قالت لرويترز إن الرياض لا تخطط لإغراق السوق بالمزيد من الخام في حالة عدم وجود طلب. وذكرت المصادر أن التصريحات التي أدلى بها الأمير محمد بن سلمان كان هدفها تسليط الضوء على قدرة المملكة من الناحية النظرية على زيادة إنتاجها من الخام.
ترجيحات وقالت المصادر إن الإنتاج سيظل على الأرجح دون تغير يذكر عند 10.2 إلى 10.3 ملايين برميل يوميا وإنه قد يرتفع بنحو 200 ألف إلى 300 ألف برميل يوميا في أشهر الصيف التي ترتفع فيها درجات الحرارة إلى نحو 10.5 ملايين برميل يوميا. وغالبا ما يرتفع الإنتاج في الصيف عندما تحرق المملكة أكثر من 800 ألف برميل يوميا لتوليد الكهرباء مع ارتفاع الطلب على تكييف الهواء.
ولدى شركة أرامكو السعودية عملاق قطاع النفط طاقة إنتاجية تصل إلى 12 مليون برميل يوميا مع الاحتفاظ بفائض يتراوح بين 1.5 مليون ومليوني برميل يوميا لاستخدامه في حالة تعطل الإمدادات العالمية.
لكن الإنتاج لم يصل أبدا إلى 11 مليون برميل يوميا. وضخت المملكة 10.56 ملايين برميل يوميا في يونيو العام الماضي وهو مستوى قياسي من الإنتاج. وأبقت المملكة الإنتاج دون تغير يذكر في مارس عند 10.22 ملايين برميل يوميا ولم تكشف بعد عن بيانات أبريل.
بيع
باعت أرامكو 730 ألف برميل في وقت سابق من هذا الشهر للتحميل في يونيو للمصفاة الصينية شاندونغ تشامبرود للبتروكيماويات وهي واحدة من بين 20 مصفاة مستقلة. وكانت تلك هي أول عملية بيع فوري من أرامكو لمصفاة مستقلة لكن مصادر في قطاع النفط بالمملكة العربية السعودية قالت إن مثل تلك الصفقة لا يجب النظر إليها على أنها تصعيد لأي معركة على الحصة السوقية.